٢ شعر حزين عن الموت:
يأتي الموت فجأة من دون مقدّمات؛ حيث يسرق منّا الفرحة والسّعادة، ويقلب حياتنا رأساً على عقب، يخطف منّا أحبّتنا، ويفرّق جمعنا، ويُخيّم على قلوبنا الأحزان. يأتي الموت فيصبح القمر بعد فقدان الأحبّة مُعتماً، والشّمس مظلمة، وتصبح حياتنا صحراء قاحلةً بلا أزهار ولا ملامح ولا ألوان، عندما يرحل الأحبّة لا نصدّق أنّهم لم يعودوا موجودين في عالمنا، لا نصدّق ولا نريد أن نصدّق أنّهم رحلوا وتركونا نعاني مرارة فقدانهم، فكم هي مريرةٌ لوعة الأشواق إليهم، وكم هي باردة وكئيبة ليالي العمر دون دفئهم وحنانهم الذي كان يغمرنا. الموت، تلك الكلمة التي تحمل في طيّاتها الكثير من المعاني الحزينة، والألم على فراق الأحبّة، فإنّ الموت لا يستأذن أحداً، ولا يجامل أحداً، وليس له إنذار مبكّر؛ فالعديد من الشّعراء لم يجدوا شيئاً للتّعبير عن فقدان أحبّتهم إلا برثائهم عن طريق قول الشّعر في ذكراهم.
٣ قصائد في الموت:
جاني وا=أنا في وسط ربعي وناسي
جاني نشلني مثل ما ينشل النّـــاس
منّي نشل روح تشيل المآســـــــي
تشكي من أيام الشّقى تشكي اليـأس
أثر الألم في سكرة المـــوت قاسي
ما هالني مثله وأنا إنسان حـــسّاس
جابوا كفن أبيض مقاسه مقاســــي
ولفوا به الجسم المحنّط مع الـرأس
وشالوني أربع بالنعش ومتواســي
عليه ومغطّى على جسمي لبـــاس
وصلّوا عليّ وكلــــــهم في مــآسي
ربعي ومعهم ناس من كل الأجناس
يا كيف سوا عقبنا تاج رأســــــــي
وأمي الحبيبة وش سوّى بها اليأس
اسمع صدى صوت يهز الرّواسي
قولولها لا تلطـــم الخــدّ يا ناس
قولولها حق وتجرّعت كأســـــــي
لا تحترق كلّ يبي يجرع الكـــــأس
أصبحت في قبري ولا به مواسي
وأسمع قريع نعولهم يوم تـــــنداس
من يوم قــــــفوا حلّ موثق لباسي
وعلى رد الرّوح صوت بالأجراس
هـيكل غريب وقال ليه التّــــــناسي
صوته رهيب وخلفه اثنين حـــرّاس
وقف وقال إن كنــت يا نـمر نـاسي هاذي هي أعمالك تقدم بكـــــرّاس
ومن هول ما شفته وقف شعر رأسـي
وانهارت أعصابي ولا أردّ الأنـفاس
٤ شعر في وصف الموت:
- إنّ الطـبـيـــــب بطبــّه و دوائــه
لا يستطيع دفاع نحب قد أتى
ما للطّبيب يموت بالدّاء الـــــذي
قد أبرأ مثــــــــــــله فيما مضى
مات المداوي و المداوى والدي
جلب الدواء أو باعه أو اشترى
- أسلمني الأهل بطن الـــــثرى
وانصرفوا عنّي فيا وحشتا
وغادروني معدوماً بائســــاً
مـــا بيدي اليـــــوم إلا البُكا
وكل ما كان كأن لم يكـــــــن
وكل ما حذّرته قــــــــد أتى
وذا كم الجموع والمقتنى
قد صار في كفّي مثل الــهبا
ولما جد لي مؤنسا ها هــنا
غير مجور موبق أو فاســـق
فلو تراني و ترى حالتــــــي
بكيت لي يا صاح ممّـــا ترى
المراجع









