
كشف بيان صحافي منشور بالموقع الرسمي لـ”اليونيسف” عن تراجع الثقة في لقاحات الطفولة، بما يصل إلى 44 نقطة مئوية في بعض البلدان، أثناء جائحة كوفيد 19 ما بين عامي 2019 و2021، فيما تناقصت مستويات تغطية التحصين في 112 بلدا.
وأضاف البيان الذي اطلعت عليه جريدة هسبريس الإلكترونية أن ”67 مليون طفل خسروا لقاحا واحدا أو أكثر خلال ثلاث سنوات بسبب تعطيل الخدمات الناجم عن الأعباء الشديدة التي تحملتها الأنظمة الصحية، وتحويل الموارد الشحيحة إلى استخدامات أخرى، وأوضاع النزاعات والهشاشة، وتناقص الثقة في اللقاحات”.
وعَدَّد المصدر ذاته مجموعة من العوامل الدالة على تنامي التهديد بخصوص عدم تلقي الأطفال اللقاحات الضرورية، من بينها ”تراجع الثقة في الخبراء، والتشوش بشأن الاستجابة للجائحة، وتزايد إمكانية الوصول إلى المعلومات المضللة، والاستقطاب السياسي”.
وأشارت الوثيقة الصادرة عن صندوق الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) إلى أن ”الأطفال الذين ولدوا قبل فترة وجيزة من الجائحة أو أثناءها يتجاوزون حاليا السن الذي كانوا سيحصلون فيه على اللقاحات في الظروف العادية، ما يؤكد الحاجة إلى عمل عاجل لاستدراك الأطفال الذين لم يحصلوا على اللقاحات وتفادي الأمراض الفتاكة”.
وأكد المصدر نفسه أن ”من بين الأطفال الـ 67 مليونا الذين خسروا اللقاحات الروتينية بين عامي 2019 و2021 لم يتلق 48 مليون طفل أي جرعة لقاح”، مؤكدا أنه “إلى غاية نهاية سنة 2021 لم يتلق عدد كبير من الأطفال الموجودين بالهند ونيجيريا أي جرعة تلقيح”.
وفي هذا الإطار قال مولاي سعيد عفيف، أخصائي طب الأطفال، وعضو اللجنة العلمية للتلقيح، في تصريح لهسبريس: ”إن تغطية اللقاحات الخاصة بالأطفال انخفضت بنسبة 63 في المائة في الشهر الأول من ظهور جائحة كورونا، إلا أننا استدركنا الأمر بأشهر قليلة بعد ذلك، لترتفع النسبة إلى 93 في المائة”.
وأضاف عفيف في تصريحه لهسبريس أن ”وزارة الصحة المغربية قامت بحملة توعوية بشراكة مع الجمعية المغربية لطب الأطفال، والجمعية الجهوية لطب الأطفال، لتوعية الأسر المغربية بأهمية اللقاحات المخصصة للأطفال بعد مرور فترة الحجر، وحثها على تلقيح أبنائها”.
وأكد عضو اللجنة العلمية للتلقيح في حديثه على “ضرورة توفير الحماية للفتيات عن طريق التلقيح المبكر، لمحاصرة تفشي مرض سرطان عنق الرحم”.
من جانبه تحدث خالد بوحموش، أخصائي طب الأطفال ورئيس جمعية الأطفال لجهة الرباط، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، عن أن ”عملية التلقيح في مرحلة الحجر انخفضت بشكل ملحوظ نتيجة تخوف وهلع الأسر المغربية من الإصابة بفيروس كورونا ونقله لباقي أفراد الأسرة”.
وفي السياق نفسه قال بوحموش: ”في فترة الحجر قمنا بأخذ الحيطة والحذر لضمان سلامة المواطنين المغاربة وأطفالهم عند القدوم للمستشفيات وتكملة التلقيحات الطبية الضرورية المخصصة للأطفال، التي تحميهم من الإصابة بأمراض مثل ‘بوحمرون’ و’الدفتيريا’، وغيرهما من الأمراض التي يمكن أن تكون معدية في بعض الأحيان”.
وختم رئيس جمعية الأطفال لجهة الرباط حديثه لهسبريس قائلا: ”إنه أمر مفرح أن نلمس اليوم ثقافة التلقيح لدى الآباء، وخوفهم على أبنائهم من الإصابة بالأمراض”، مشيرا إلى “الدور الفعال الذي قامت به بعض المنابر الإعلامية في توعية الأسر المغربية بإيجابيات تلقيح الأطفال في سن مبكر”