عقد شراكات مستمرة بين المؤسسات الأكاديمية وبين قطاع الصناعة، تحليل وتعريف مبادرة تحسين المهارات، وتصميم خطة مهارات القوى العاملة، وإجراء التقييم الفردي للموظفين، وتقديم المشورة، ومطابقة الوظائف، واختيار التدريب، وأخيراً رصد وتقييم وتحسين السياسة.
شراكات
ورأى الدكتور عيسى البستكي رئيس جامعة دبي أن السبب الرئيس لفجوة المهارات هي عمل الخريجين في مجالات غير تخصصاتهم، وذلك لعدم توفر وظائف تناسب مع مؤهلهم الدراسي وتخصصهم الأكاديمي، فيضطرون بالقبول بأي وظيفة أخرى، مشيراً إلى أن أحد الحلول يتمثل في عقد شراكات مع قطاع الصناعة ومع المؤسسات الأكاديمية.
وأشار إلى أنه من واجب الجامعات والمؤسسات التعليمية تصميم وتعزيز أجندة أكاديمية ومهنية تتناسب مع الوظائف المستقبلية، وتواكب توجهات الـ 50 القادمة، مشيراً إلى أن المهارات جزء أساسي من العملية التعليمية في الجامعات. وقال الدكتور البستكي: إن الجامعات يجب أن تضم مختبرات لتعلم التراث والصناعات القديمة والثقافة الأدبية والثقافة المعيشية والتعامل مع البيئة.
من ناحيته، أوضح الدكتور يوسف العساف رئيس جامعة روشستر للتكنولوجيا بدبي أن توفير مراكز وورش ومختبرات متطورة للطلبة داخل الحرم الجامعي يسهم في رأب فجوة المهارات، مثل مختبرات للطاقة الذكية والروبوتات والذكاء الاصطناعي، وورش للتصنيع، كلها تعزز المهارات اللازمة لسوق العمل الراهن والمستقبلي.
وإعداد جيل من الكفاءات المؤهلة أكاديمياً وعملياً، ليقود مسارات نقل المعرفة وإنتاجها وتسريع الابتكار وتوطين التكنولوجيا في دولة الإمارات العربية المتحدة.
وأشار إلى وجوب زيادة مدة برنامج تدريب للطلبة المؤهلين، لتصل إلى 6 أشهر، بالتعاون مع القطاع الخاص أو استقطاب الشركات الكبيرة والمتخصصة في مختبرات الجامعات، على أن تقوم هذه الشركات بطرح تحديات، ويعمل الطلبة على إيجاد الحلول المبتكرة لها.
وأوضحت كليات التقنية العليا أن جانباً من برامجها التدريبية المتخصصة، التي يطرحها مركز التفوق للأبحاث التطبيقية والتدريب «سيرت» الذراع التدريبية للكليات تعمل على تدريب وتأهيل الطلبة لسوق العمل.
حيث يعد «سيرت» أحد بيوت الخبرة في مجال إعداد المناهج والبرامج التعليمية والتدريبية بشراكة مع قطاعات العمل، وفق الاحتياجات المتطورة والمتغيرة لسوق العمل، وبشكل متخصص وفق طبيعة ومتطلبات كل مؤسسة على حدة، بهدف دعم تطوير أداء الموظفين وتعزيز مستوى إنتاجيتهم.
ومن جهته، أوضح الدكتور سيدوين فرنانديز مدير جامعة ميدلسكس دبي أن دولة الإمارات ولا سيما إمارة دبي تعتبر واحدة من أهم مراكز قطاع التعليم العالي والأسرع نمواً في العالم.
مشيراً إلى أهمية مشاركة الجامعات في هذا المعرض، الذي يعتبر منصة عالمية لتعريف الطلبة بالبرامج والتخصصات، التي تهم سوق العمل الراهن والمستقبلي، وتجميع حشد كبير من الجامعات تحت سقف واحد، كما أنه يستعرض قدرات وإمكانات دولة الإمارات في قطاع التعليم.
وأوضح أن هناك فوائد عديدة تعود على الطلبة من زيارتهم للمعرض، من حيث الاطلاع على البرامج الحديثة، التي تطرحها الجامعات والمقارنة بين الرسوم الجامعية التي تناسبهم، والأهم فرصة التواصل مع مسؤولي الجامعات، لتزويدهم بمعلومات حول المهارات، التي يمكن أن يكتسبوها من خلال التحاقهم بالجامعة أو التخصص المعين، دون إضاعة الوقت.
متطلبات مهارية
وأشار إلى أن البرامج الأكاديمية يجب أن توافق المتطلبات المهارية لسوق العمل الراهن والمستقبلي، مثل برامج التنمية المستدامة وبرامج إبداعية ووسائط رقمية.
وبدوره، أكد رامي الخطيب نائب رئيس شؤون الطلاب في الجامعة الكندية بدبي أنه يجب الأخذ في الاعتبار عند طرح برامج أكاديمية جديدة كل التطورات المشهودة ومتطلبات سوق العمل، ولذا جاءت برامج تحاكي الذكاء الاصطناعي، وتلبي احتياجات سوق العمل بوظائفه الجديدة.
حيث نركز على مخرجات الدراسة السنوية، التي تعدها وزارة التربية والتعليم لرصد احتياجات سوق العمل والمهارات، التي ينبغي أن تركز عليها الجامعات في برامجها، مشيراً إلى أن فجوة المهارات المشهودة خلال السنوات القليلة الماضية تعاني منها مجتمعات العالم كافة، وما زالت جهود الجامعات مستمرة لردم تلك الفجوة.
وبدورها، قالت دعاء قطيفان من إدارة الاستقطاب القبول في الجامعة الأمريكية في الشارقة أن تخرج الطلبة يجب أن يرهن باستكمال برنامج تدريبي طويل ينفذ على مدى عام كامل في السنة الثالثة من أي اختصاص، معتبرة أن هذا التدريب الطويل يسهم إلى حد كبير في ردم فجوة المهارات بين الجانب الأكاديمي في التعليم العالي.
والجانب العملي الذي يلبي متطلبات سوق العمل. ومن جانبها، أفادت مها حميد مديرة تطوير الأعمال في جامعة طيران الإمارات بأن الجامعة لم تتأثر بهذه الفجوة، إذ إن مجالات الدراسة تستند إلى التطبيق العملي المستمر.
حيث يخضع الطلبة إلى دورات تدريبية لمدة 6 شهور متتالية للتدريب المهني، وهذا في حد ذاته كفيل بتزويد الطلبة المهارات اللازمة، وفق المتغيرات والتطورات، التي يشهدها مجتمع الجامعات.
