تضيء حكاية المواطنة حصة البلوشي طالبة الإعلام التطبيقي، على منظومة القيم الجميلة التي تزهر وتترعرع في حديقة الإمارات العطرة، والتي تؤكد أن العمل التطوعي لم يكن ليغيب عن ذاكرة أبناء الدولة التي حفظت أبجديات إكرام الضيف، وإغاثة المحتاج، والوقوف إلى جانب الضعيف، ومساندة المنكوب، كمكونات للثقافة الأصيلة لديهم، فكانت نموذجاً في العمل التطوعي.

وبتتبع مسيرة دولة الإمارات تجد العديد من الروايات التي باتت تشكل جزءاً من الرواية الشعبية، حول هذه الثقافة التي تعمل اليوم وفق قواعد منسجمة، جعلت منها منظومة متكاملة، تعمل بكفاءة عالية وقدرة وسرعة استجابة مما يجعل نتائجها أكثر إيجابية.

ولم يكن هذا التنظيم الذي حظيت به ثقافة التطوع سوى استكمال لأصل الموروث، وانعكاساً لحرص القيادة الرشيدة على ممارسة هذه الثقافة كثقافة مجتمعية راسخة، تهدف إلى تحقيق حزمة من الأهداف على المستويات المنظورة والبعيدة، كتكريس التلاحم المجتمعي والتآخي الإنساني، وتعزيز التنمية المستدامة.

وتبدو حكاية حصة البلوشي إحدى تلك الحكايات الممتدة على مدى تاريخ الإمارات من حب لعمل الخير، فقد عشقت العمل التطوعي منذ وقت مبكر حتى أصبحت ملهمة لصديقاتها من خلال تحفيزهن للانخراط في هذا القطاع الحيوي والهام في آن واحد.

 

رد الجميل للوطن

تقول البلوشي: إنها دخلت غمار العمل التطوعي منذ وقت مبكر من خلال مشاركتها في العديد من الأعمال التطوعية، ونفذت الكثير من الأعمال التطوعية منذ كانت طالبة في المدرسة، لافتة إلى أن أبرز الأعمال التطوعية التي نفذتها كانت في «إكسبو 2020 دبي» ومركز المسح الوطني «كوفيد 19» الذي كانت تعمل فيه بشكل يومي، مجسدة بذلك أسمى معاني الخير والوفاء، في مسعاها لرد الجميل للوطن ، إضافة إلى الكثير من المبادرات التطوعية التي شاركت فيها وتجاوز عددها ما يقارب الـ 100 .

البلوشي التي جعلت من التطوع سلوك حياة لديها فازت بالمركز الأول «فئة الطلبة» ضمن جائزة يوم زايد للعمل الإنساني 2023، حيث حققت أكثر من 2000 ساعة تطوعية، وتؤكد: «العمل التطوعي هو رد الجميل لوطننا الغالي ونحن ملزمون فيه كشباب في هذا الوطن».

وتابعت: «أنا فخورة بالفوز بالمركز الأول في جائزة يوم زايد للعمل الإنساني، ويشرفني أن أحيي ذكرى وفاة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وأعماله الإنسانية، والمواصلة على نهجه في ترسيخ ثقافة العطاء الإنسانية الإماراتية». ‏